تسببت جائحة كورونا بانهيار النظام الصحي في العديد من الدول، ولوحظ مقدار الشح في التجهيزات الطبية والموارد المالية والبشرية أيضًا. كما تعدّ آثار جائحة فيروس كورونا المستجد الناتجة من العزل الكلي لبعض المنشآت وتعطيل حركات النقل لها من الخطورة ما يمكن مقارنته بالمرض نفسه.

صرّحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بأن لجائحة فيروس كورونا المستجد أثر نفسي خطير على الأطفال حتى أولئك الذين لم يتم إصابتهم بالفيروس، ولكن هل هناك أي آثار لفيروس كورونا على الجسم بعد الشفاء؟ وهل من الممكن استمرار هذه الآثار طويلًا؟

آثار كورونا على الجسم بعد الشفاء

يؤثر فيروس كورونا المستجد على الأشخاص بشكل حقيقي وقد تستمر هذه الآثار طويلًا حتى بعد التعافي، فيما يأتي بعض الآثار التي يخلفها فيروس كورونا المستجد على الصحة:

الحاجة إلى الأكسجين

يحتاج بعض الأشخاص الأكسجين الإضافي حتى بعد الشفاء من المرض خصوصًا لدى الأشخاص الذي يقومون بالعودة إلى منازلهم بسرعة وعدم بقائهم لوقت كافٍ في المستشفى، ويُنصح بتوفير الأكسجين في المنزل في هذه الحالة، كما يجب وجود شخص خبير من أجل إعطاء الأكسجين بتركيز ونمط معين.

يمكن أيضًا أن يستمر التهاب الرئة طويلًا، ويُنصح في هذه الحالة بإعطاء المضادات الحيوية المناسبة داخل المنزل.

مشاكل رئوية

يتعافى معظم المرضى من مشاكل الرئة بشكل كامل، ولكن يحتاج البعض الآخر إلى إعادة تأهيل رئوي بعد الشفاء، ويُنصح البدء ببرنامج إعادة التأهيل الرئوي في وقت مبكر أي خلال ثلاثين يوم من بدء الإصابة. 

أمراض الأوعية الدموية الرئوية

يعاني العديد من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد والذين تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزية من حدوث تجلطات في الدم، وقد يستمر هذا الأمر طويلًا حتى بعد الشفاء. يجب إعطاء المريض الأدوية المضادة للتخثر لبعض الوقت بعد الشفاء والمتابعة المستمرة من قبل الطبيب.

مشاكل في القصبة الهوائية

يعاني بعض الأشخاص المصابين بفيروس كورونا المستجد من ثقب القصبات الهوائية، ويؤثر هذا الأمر سلبًا على عملية الشفاء وقابلية الإنسان للإصابة بعدوى بكتيرية، ويجب متابعة المريض لفترة طويلة بعد العلاج، كما يتمّ إجراء عملية جراحية من أجل علاج ثقب القصبة الهوائية في بعض الأحيان. 

عسر البلع

يعاني العديد من الأشخاص من عسر البلع خصوصًا المصابين مسبقًا بالأمراض التنفسية المزمنة، وعادة ما تستمر هذه المشكلة طويلًا بعد الشفاء من فيروس كورونا المستجد، وينصح في هذه الحالة بعمل برنامج إعادة تأهيل لعملية البلع وتغيير النمط الغذائي للإنسان. 

الكحة المستمرة

أظهرت الدراسات والاحصائيات بأن الكحة تستمر عند بعض الأشخاص لمدة ثمانية أسابيع، كما أظهرت الاحصائيات بأن هذه الكحة تستمر بالرغم من تلقي أنواع عديدة من العلاج. 

تليف الرئة

تزيد الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد من فرصة الإصابة بتليف الرئة في المستقبل، لذلك ينصح الأشخاص ممّن استمرت عليهم الأعراض التنفسية لفترة طويلة تتجاوز 12 شهر بالقيام بالفحوصات الرئوية اللازمة بشكل دوري.  

مشاكل قلبية

يؤدي فيروس كورونا المستجد إلى مشكلات في عضلة القلب، أظهرت الاحصائيات إصابة الأشخاص بفشل عضلة القلب، عدم انتظام ضرب القلب، ومرض الشرايين الطرفية إذ تؤدي هذه الحالات بدورها إلى مضاعفات خطيرة والإصابة بالسكتات القلبية. 

مشاكل في المسالك البولية

أظهرت الإحصائيات حاجة بعض المرضى إلى القيام بعملية القسطرة البولية جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وأصيب البعض الآخر بمشاكل في الكلى استمرت لوقت طويل بعد الشفاء.

تعب في العضلات

يؤدي فيروس كورونا إلى فقدان الكتلة العضلية لدى بعض الأشخاص، و استمرار الشعور بالتعب لفترة من الزمن. 

سوء التغذية

معظم الأشخاص الذين عانوا من مشاكل في القلب أو الرئة جراء إصابتهم بفيروس كورونا المستجد تعرضوا أيضًا لفقدان وزنهم وسوء التغذية. يُنصح هؤلاء الأشخاص باتباع نمط غذائي صحي ومتكامل من أجل تعويض نقص العناصر والفيتامينات الغذائية من أجسامهم بعد الشفاء. 

مشكلات نفسية

يعاني العديد من الأشخاص من هذيان، قلق، توتر بعد الشفاء من فيروس كورونا المستجد، وينصح هؤلاء الأشخاص بمتابعة طبيب مختص عند استمرار الحالة لوقت طويل دون وجود لأي بوادر تحسّن. 

هل تعود صحة الإنسان لما كانت عليه في السابق بعد الشفاء؟

لوحظ طول مدّة بقاء الأعراض على الإنسان حتى بعد شفائه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ودعت الحاجة لفحص مدى تأثير الإصابة على الجسم بعد الشفاء خصوصًا لدى الأشخاص السليمين الغير مصابين بأي أمراض أخرى والذين واجهوا أعراض بسيطة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد.

أظهرت الدراسات بأن أعراض فيروس كورونا المستجد قد تستمر طويلًا حتى عند الأشخاص ممّن واجهوا أعراض تنفسية بسيطة في بادئ الأمر والأشخاص الصغار في السن. لذلك يعد الحل الأمثل هو تطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، غسل اليدين، وتغطية الوجه بالكمامة لمنع الإصابة بالعدوى قدر الإمكان. 

أظهرت الدراسات التي أجريت على الأشخاص في مقتبل العمر (18-34 عام) مع عدم وجود أي أمراض مزمنة بأن شخص واحد من أصل خمسة أشخاص لم تعد صحته كما كانت في السابق لمدة 14-21 يوم من تاريخ الفحص. 

ترتبط أعراض فيروس كورونا المستجد الخطيرة بالأشخاص الكبار في السن ممّن يعاني من أمراض مزمنة، بحيث ارتبط هؤلاء الأشخاص أيضًا بطول مدة ظهور الأعراض وعدم عودة صحة الإنسان العامة لما كانت عليه في السابق لفترة من الوقت.

المصادر

  1. https://www.unicef.org/press-releases/covid-19-devastates-already-fragile-health-systems-over-6000-additional-children
  2. https://www.england.nhs.uk/coronavirus/wp-content/uploads/sites/52/2020/06/C0705-aftercare-needs-of-inpatients-recovering-from- covid-19-aug-2020.pdf (Accesses: September, 25th 2020).
  3. https://www.cdc.gov/mmwr/volumes/69/wr/mm6930e1.htm